كلمة الراعي
الحركة في الصوم
الإخوة والأبناء الأحباء،
ها نحن نسرِّع الخطى متسابقين مع الزمن نحو الجهاد المبارك جهاد الصوم الأربعيني المقدس. ها نحن نجدُّ السير في إتجاه نهاية الهدف، والواحد منا باقٍ في مكانهه جغرافياً، أو قد يكون مقعداً لا يتحرك، ولكنه يسابق غيره في مشوار عالمي لا ينتهي، إلا إذا صار الإنسان في عالم آخر، وهناك يقال له علانية ما هي نتيجة سعيه، وكم كان جاداً فيه، مع أنه يُعطى للكثيرين على هذه الأرض بعض العلامات الفارقة في حياتهم فيعرفون إجتهادهم وصدقهم.
صار الصوم أيها الإخوة والأبناء الأحباء، في كثير من الأحيان عبئاً على الكثيرين من أبناء المعموديَّة. لأنهم منذ البدء لم يهيّئوا عضلاتهم الروحية لهذا السبَق الروحي. أو لم يداوموا على التمارين اليومية البسيطة في البيت والعائلة، وفي أمكنة أخرى. فبدون وجود الله يصبح الجهاد الروحي جهاداً نفسياً قاسياً، أو يصبح نوعاً من الريجيم يتركه الإنسان ساعة يشاء، الآن أو بعد غد كما يحدث عندما يبدأ الإنسان بالريجيم. فالصوم بدون حضور الله في حياة الشخص يتيحُ للشيطان الرجيم أن يقود للتأفف، والكبرياء إذا صار بغاية من الغايات الشخصية والعالمية. لأن في الصوم ألم، وإنقطاع الإنسان عن أهم ما يحب. فإذا صار بحسب قلب الله، صار سلَّماً يصعِّد عليها الإنسان حياته نحو الغاية المبتغاة والمشتهاة.
هذه هي الحركة في الصوم. فالإنسان كيفما كان، وفي أيِّ مكان يتحرّك شاء أم أبى فهو من الساعين كما يحدث في الألعاب الرياضية طالما أن الإنسان قد دخل السعي فقد صار متسابقاً، ولكن كيف يمكن أن يكون وضعه، هذا يعود الى إستعداداته الجسديّة والنفسيّة،