آخر الأخبار
الرئيسية 5 مقالات المتروبوليت 2016 5 كلمة الراعي – العدد 39

كلمة الراعي – العدد 39

كلمة الراعي

خبر مفرح لمن يهمه الأمر

الإخوة والأبناء الأحباء،

بنعمة الله، وببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، وبناءً على تشجيع المجمع المقدس المنعقد في دير القديس خريستوفورس، إستلمت مهمة تمثيل الكنيسة الإنطاكية في الحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي لدفع وحدة الكنائس الى خواتيمها السعيدة، يشاركني هذا التمثيل أسقف بانياس المطران ديمتريوس، والذي يشاركني العمل في الأبرشية من موقع صافيتا وجوارها، وحضرنا عدة لقاءات، في فيينا، والأردن، الأخير في إيطاليا باستضافة الكنيسة الكاثوليكية مطرانية (كْييتي)، ولم يتغيب عن الإجتماع سوى الكنيسة البلغارية لأعذار مقبولة شرحت لرئاسة الإجتماع.

كنا في الأردن عمان، وباستضافة بطريركية أورشليم قد توصلنا الى نص مبدئي متفق عليه، ولكن لم يرفع الى المجامع المقدَّسة، ولم يوضع بين يدي رؤساء الكنائس لأنه بحاجة الى تأمل وشرح وتفسير أكثر. فكان النص الذي درس في إيطاليا – كييتي، هو ذاته نص عمان، ولكن مع بعض الشروحات والملاحظات والمراجع. وبعد حوار دار على مدى أسبوع كامل توصلنا الى الصيغة النهائية للنص، وطلبنا عرضه على الكنائس ورؤساء الكنائس، وكليات اللاهوت واللاهوتيين، ومن نعرفه على دراية وخبرة وعلم في هذا المجال لكي نأخذ آراء الجميع، ولا يبقى أحد من أبناء الكنيسة خارج هذا الحوار.

الخبر المفرح والسعيد جداً أن النص يتمحور حول مكانة البابا في الكنيسة، واتفقت الآراء، وكتب في النص أن له التقدم الشرفي لا الإداري، ولا الكهنوتي في الكنيسة بحسب ما كان جارياً في الألفية الأولى.

وعند خاتمة اللقاء أعلن بيان ختامي يزف هذه البشرى، ويطلب الى الجميع الصلاة والمساعدة لكل المناطق المنكوبة في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، والصلاة من أجل إطلاق كل المخطوفين، وخاصة المطرانان يوحنا ابراهيم وبولص اليازجي مطراني حلب للسريان الأرثوذكس، والروم الأرثوذكس.

وثُمِّن موقف المؤمنين عالياً، وخاصة لناحية ثبات الأكثرية بينهم في أرضهم، وتقديم ذواتهم شهداء لأجل المسيح، واعتبروا أي الشهداء عامل هام ومحفِّز لإحقاق الوحدة المسيحية، وبها نستطيع تكريمهم وإعطاء شهادتهم حقها.

نعم أيها الإخوة والأبناء الأحباء،

على ما يبدو أن القلوب قد إنفتحت لبعضها البعض، فالظروف التاريخية قد تغيّرت، ولم يعد البشر يستطيعون تحمل الحوارات حول مواضيع كلامية ولاهوتية، وصار على المؤمنين على مدى تنوع إنتماءاتهم إقناع غير المؤمنين بوجود الله، وإنزال هذا الإيمان على مستوى ساحات الواقع، والعيش الإجتماعي والروحي. وان ما أدى إليه تباعد الكنائس عن بعضها البعض من أهوال وويلات وحروب (لا علاقة للإيمان بها)، شيء لا يصدّق.

فنسأل الله أن يمدنا بنعمة الصلاة ليكون توجهنا في الأيام القادمة أن نتوجه إليه متضرعين أن يثبّت الكنائس بالسلام والوحده، وأن يعطي العالم أن يعرفوه أنَّه الإله الحقيقي، وابنه الوحيد الذي أرسله، وأن يبعد الإنقسامات والشرور والبؤس عن العالم.

باسيليوس

                     مطران عكار وتوابعها